بقلم : حاتم النقاطي
جامعي، عضو اللجان الادارية المتناصفة
بعد الانتهاء من انتخاب رؤساء الأقسام ،دقّت ساعة الانتخابات في الجامعة التونسية لاختيار العمداء ، أعدّ بعض المتنافسين قائمتيْن موشّاة بصور باهتة وأحيانا مرعبة للمترشّحين وأتباعهم ــ هي صور أشباح ترعب الصّغار، و تقزّز الكبار ـ لم يوزّع بعضهم بيانات انتخابات تكشف البرامج المستقبلية ، وهو دليل قاطع على الخُواء الفكري والعلمي للمترشّحين ، وتكشف أيضا على لهفة المترشّحين للفوز بكرسي العمادة بهدف كسب غنائم شتّى منها :السّفر إلى الخارج ، العمادة وكالة أسفار للعميد وللأحباب ، امتيازات الإدارة ، زيادة الراتب ، وصولات البنزين ، فواتير المطاعم والمقاهي المنتفخة ، كسب الوجاهة ، إقصاء الخصوم بمنعهم من مناقشة رسائلهم الجامعية ، إقصاء ملفات الـتأهيل الجامعي ، وحرمان أصحابها من التدرج الوظيفي ، ويتمّ الاقصاء بواسطة أساتذة جامعين يُشار إليهم بكلاب الصّيد ، أو بخنافيس الفول السّوداني ، أو بالدَّيَّة ، أي انفلاق صوت المزمار في السّلامية ، أو الشّعرور هو غلام الخمر المخنّث بفيلاّ المنزه الخامس ، أو الأهبل الثٌقيل ــ رئيس القسم ــ مُتعب بالكتاب المقدس حسب تعبيره ، ومثقل بهموم حقوق الانسان والنقابات هادفا إلى تلميع صورته من الوشايات في شأن زميلاته وزملائه .
هذا الرّهط من الاساتذة مصنّفون : كتبة التقارير الباطلة في شأن خلق كثير من طلاب العلم ، تمرّسوا عليها عهد الاستبداد ، وبها ارتقوا ، واليوم يمارسون الشيء نفسه ، العميد المرتقب يدفع فواتير الأكل والشرب ببعض المطاعم المنغرسة في أعماق المدينة العتيقة ، أو في مطاعم فاخرة بضواحي تونس الشمالية ، أو مطاعم الحمامات ، تبدو التّكاليف باهظة لشراء الذّمم والأصوات .
بعض العمداء المترشحين اقترض سلفة من بنك حسب قوله … ، وآخر جمّع من أتباعه بعض الدنانير ، وخاصة من أولئك العائدين من وكالة التعاون الفني التونسية بعد انتهاء عقودهم ، أو فسخها لقصورهم المهني ، أو سلوكهم المشين بالبلد المُضيف ، و قد لقي بعضهم ركلات على مؤخّرته جزاء أفعاله ، وُزّعت صور بأصوات الملسوعين بالركل على وسائط اتصالية متعددة .
وأطلقوا على المركول ـــ هناك ـ اسم الغلام الأحمر لبشرته الحمراء ، ولشببهه بالرجل الذي لم ينضج في بطن أمه في رحلة ابن بطوطة ، العميد المرتقب وعد هؤلاء المغفّلين ــ وهو لا يقلّ عنهم غفلة وسذاجة ، وهم بطانته ــ بمكافآت عجيبة عند فوزه بالعمادة ، البعض خائف على فقدان أمواله التي أفرغها في جيب العميد المرتقب والذي قد لا يفوز .
هذه بعض من صور الحملات الانتخابية الخفيّة والتي تسرّبها بين الحين والآخر هذه القائمة أو تلك ، العلم وآفاق الجامعة والتعليم معدومة بتونس في مثل هذه الآونة ، والحال أن مسيّري تلك الحملات ــ في الخفاء ــ هم سلالة أصيلة لإنتاج الفساد والمفسدين بالجامعة التونسية ، ويفتخرون بحصولهم على شهائدهم العلمية بفضل إهدائهم لأولي الأمر العسل الصّافي من الشمال التونسي ، أو إغداقهم حوت قليبية الطّازج الشّهي ، مرتفع الأسعار لأولي الأمر، هكذا يفخر مدير معهد عال بشهائدة الممهورة بالعسل والسّمن جناها من قطب علمي طرابلسي ، شُهر بالسّلحفاة لغزارة علمه … و مريد السلحفاة المندثر ، الآن يقود حملة انتخابية لفائدة عميد صنو له كي يمكّنه من امتيازات حين فوزه بالعمادة ، ويدعمه في الخط نفسه العميد المتخلّي سليل قمامة الاستبداد مدّعي بطولة الشهادة ، وهو حيّ يرزق … و لكنه كان طريد الثائرين ركلا بالأقدام ــ صلب وزارة التعليم العالي إبان سنة 2011 ، وقد لوّث الثّائرون من موظفي الوزارة قفاه بالتّفال ، وهو القزم المحدودب إلى الأسفل ، لقي جزاء أفعاله المشينة حين كان مستشارا ، في ماذا ؟ في القمع … كان ذراع ردع للأساتذة المتنوّرين ، وصل عميدا لمدة ثلاث سنوات خلت مكّنته منها سياقات الثورة المضادة .
الوصفة الطبية هي قوارير العسل المدسوسة بين جيوب المختار ، وبين الحين والآخر يدفع بقارورة في جيب أستاذ ، يوشوش له في أذنه ، هذا عسل مختار الشّافي ، وصفة طبية مجانية بمناسبة انتخاب عميد الكلية ، تدرأ عنك ايها الزميل الغافل وباء كورونا شريطة انتخابك العميد فلان … يصدّق بعض السّذج خرافة عسل مختار الشافي ، ويدلي بصوته ، وحين يتذوّق العسل الشّافي يكتشفه مغشوشا ، وحينها لا يأسف بأن صوته مغشوش في انتخابات غشّ ، والعميد المرتقب هو نتيجة غشّ ، والغشّ مفسدة لكل شيء.
هكذا كان التّهافت على منصب العمادة في بعض المؤسسات الجامعية خلال هذا الاسبوع من الشهر الجاري ، استغل بعضهم الأمعاء الخاوية ، فرشاها خمرا وبعض فتات ، وبعض لحسات عسل تحول دون وباء كورونا ، غابت كل القيم الاخلاقية والقانونية والعلمية والسياسية في مثل الترشح لمنصب عميد ، وأصبح المنصب مطمحا للبلهاء ، والسّذج والمرتشين ، ومزوّري التاريخ ،ومُدبّجي التقارير الكيْدية في شأن مخالفي الرأي ، والعمل على إقصائهم ، وقد أثبت القضاء التونسي فساد هذه الطينة من الأساتذة ، ومع ذلك تمكّن بعضهم من نيل رتبة أستاذ متميّز في غفلة من وزارة التعليم العالي ، وهي مدعوة إلى إلغاء التسميات في شأنهم ، وقد سبق للوزارة الغاء تسميات في تلك الرتبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار ، وبإمكانها ــ اليوم ــ الغاء التسميات في شأن العالقة بهم قضايا تسبّبت في الحاق الضرر بالمترشحين، أو بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
والحال هكذا هل يمكن للوزارة مكافأة الأستاذ مكتشف وصفة العسل الشافية من وباء كورونا ، وإعلانه منقذا للبشرية .؟؟ إنه كسب علمي جلل تفخر به الجامعة التونسية ، وخاصّة أن ّ صاحب الوصفة العجيبة قد كسب مهارات في فنون شفاء الأمراض المستعصية حين تتلمذه على يد شيخة أمّيّة يُطلق عليها اسم : عرّافة / شوّافة / قارئة الفنجان / دقّازة .. . ضرّابة الخفيف … ضرب الرمل والفحم … وكان ذلك بجهة الفحص حين كان استاذا بالتعليم الثانوي خلال سنوات الثمانينات ، وهو نفسه الذي يرفض تنفيذ الاحكام ، وهو نفسه الذي يدبّج التقارير الكيدية في شأن الاعلاميين ، و في شأن الباحثين في رسائل الدكتوراه ، وهو الغير المختص في أيّ علم ، ولكنه يكتب التقارير السلبية في كل الفنون ومنها الفنون الجميلة أو القبيحة ، وهو نفسه الذي أوهم زميله بإمكانية التناسل ، وكسب منه أموالا طائلة ، طالبه بردّها ، هكذا المشعوذون يصولون في أرجاء الجامعة منارة العلم .
فة طبية بمناسبة انتخابات عميد الكلية