عسل مختار الشّافي … من وباء كورونا وصفة طبية بمناسبة انتخابات عميد الكلية

بقلم : حاتم النقاطي

جامعي، عضو اللجان الادارية المتناصفة

بعد الانتهاء من  انتخاب رؤساء الأقسام  ،دقّت ساعة الانتخابات في الجامعة التونسية  لاختيار العمداء ، أعدّ بعض المتنافسين قائمتيْن موشّاة بصور باهتة وأحيانا مرعبة للمترشّحين وأتباعهم  ــ هي صور أشباح ترعب الصّغار، و تقزّز الكبار  ـ  لم يوزّع بعضهم بيانات انتخابات تكشف البرامج المستقبلية ، وهو دليل قاطع على الخُواء  الفكري والعلمي للمترشّحين ، وتكشف أيضا على لهفة المترشّحين للفوز بكرسي العمادة  بهدف كسب غنائم شتّى منها  :السّفر إلى الخارج ، العمادة وكالة أسفار للعميد وللأحباب ، امتيازات الإدارة ، زيادة الراتب  ، وصولات  البنزين  ، فواتير المطاعم والمقاهي المنتفخة ،  كسب الوجاهة ، إقصاء الخصوم بمنعهم من مناقشة رسائلهم الجامعية ، إقصاء ملفات الـتأهيل الجامعي ، وحرمان أصحابها من التدرج الوظيفي ، ويتمّ الاقصاء بواسطة أساتذة جامعين  يُشار إليهم بكلاب الصّيد ، أو بخنافيس الفول السّوداني ، أو بالدَّيَّة ، أي انفلاق صوت المزمار في السّلامية ، أو الشّعرور  هو  غلام الخمر المخنّث بفيلاّ المنزه الخامس ، أو الأهبل الثٌقيل ــ رئيس القسم ــ مُتعب بالكتاب المقدس حسب تعبيره ، ومثقل بهموم حقوق الانسان والنقابات هادفا إلى تلميع صورته من الوشايات في شأن زميلاته وزملائه   .

 هذا الرّهط من الاساتذة مصنّفون : كتبة التقارير الباطلة في شأن خلق كثير من طلاب العلم ، تمرّسوا عليها عهد الاستبداد ، وبها ارتقوا ، واليوم يمارسون الشيء  نفسه ، العميد المرتقب يدفع فواتير الأكل والشرب ببعض المطاعم  المنغرسة في أعماق المدينة العتيقة ، أو في  مطاعم فاخرة بضواحي تونس الشمالية ، أو مطاعم الحمامات ، تبدو التّكاليف باهظة  لشراء الذّمم والأصوات .

 بعض العمداء المترشحين اقترض سلفة من بنك حسب قوله … ، وآخر جمّع من أتباعه بعض الدنانير ، وخاصة من أولئك العائدين من وكالة التعاون الفني  التونسية بعد انتهاء عقودهم ، أو فسخها  لقصورهم المهني ، أو سلوكهم المشين بالبلد المُضيف ، و قد لقي بعضهم ركلات على مؤخّرته جزاء أفعاله ، وُزّعت  صور بأصوات الملسوعين  بالركل على وسائط اتصالية متعددة .

وأطلقوا   على المركول ـــ هناك ـ اسم الغلام الأحمر لبشرته الحمراء ، ولشببهه بالرجل الذي لم ينضج في بطن أمه في رحلة ابن بطوطة ، العميد المرتقب  وعد  هؤلاء  المغفّلين ــ وهو لا يقلّ  عنهم غفلة وسذاجة ، وهم بطانته ــ  بمكافآت عجيبة عند فوزه بالعمادة ، البعض خائف على فقدان أمواله التي أفرغها في جيب العميد المرتقب والذي قد لا يفوز .

هذه بعض من صور الحملات الانتخابية  الخفيّة والتي تسرّبها بين الحين والآخر هذه القائمة أو تلك ، العلم وآفاق الجامعة والتعليم معدومة  بتونس في مثل هذه الآونة ، والحال أن مسيّري تلك الحملات ــ في الخفاء ــ هم سلالة أصيلة لإنتاج الفساد والمفسدين بالجامعة التونسية ، ويفتخرون  بحصولهم على شهائدهم العلمية بفضل إهدائهم لأولي الأمر العسل الصّافي من الشمال التونسي ، أو إغداقهم حوت قليبية الطّازج الشّهي ، مرتفع الأسعار لأولي الأمر، هكذا يفخر مدير معهد عال بشهائدة  الممهورة بالعسل والسّمن جناها من  قطب علمي طرابلسي ، شُهر بالسّلحفاة لغزارة علمه … و مريد السلحفاة المندثر  ، الآن يقود حملة انتخابية لفائدة عميد صنو له كي يمكّنه من امتيازات حين فوزه بالعمادة ، ويدعمه  في الخط نفسه العميد المتخلّي سليل قمامة الاستبداد مدّعي بطولة الشهادة ، وهو حيّ يرزق … و لكنه كان طريد الثائرين ركلا بالأقدام ــ صلب وزارة التعليم العالي إبان سنة 2011 ، وقد لوّث الثّائرون  من موظفي الوزارة قفاه بالتّفال ، وهو القزم المحدودب إلى الأسفل ، لقي  جزاء أفعاله المشينة حين كان مستشارا ، في ماذا ؟ في القمع … كان ذراع ردع للأساتذة المتنوّرين ، وصل عميدا لمدة ثلاث سنوات  خلت  مكّنته منها سياقات الثورة المضادة .

الوصفة الطبية هي  قوارير العسل المدسوسة  بين جيوب المختار  ، وبين الحين والآخر يدفع بقارورة في جيب أستاذ ، يوشوش له في أذنه ، هذا عسل مختار الشّافي ، وصفة طبية  مجانية بمناسبة انتخاب عميد الكلية ، تدرأ عنك ايها الزميل الغافل وباء كورونا شريطة انتخابك العميد فلان … يصدّق بعض السّذج خرافة عسل مختار الشافي ، ويدلي بصوته ، وحين يتذوّق العسل الشّافي يكتشفه مغشوشا ، وحينها لا يأسف بأن صوته مغشوش في انتخابات غشّ ، والعميد المرتقب هو نتيجة غشّ ، والغشّ مفسدة لكل شيء.

هكذا كان التّهافت على منصب العمادة  في بعض المؤسسات الجامعية  خلال هذا الاسبوع من الشهر الجاري ، استغل بعضهم الأمعاء الخاوية  ، فرشاها خمرا وبعض فتات ، وبعض لحسات  عسل تحول دون وباء كورونا ، غابت كل القيم الاخلاقية والقانونية والعلمية والسياسية في مثل الترشح لمنصب عميد ، وأصبح المنصب مطمحا  للبلهاء ، والسّذج والمرتشين ، ومزوّري التاريخ ،ومُدبّجي التقارير الكيْدية في شأن مخالفي الرأي ، والعمل على  إقصائهم ، وقد أثبت القضاء التونسي فساد هذه الطينة من الأساتذة ، ومع ذلك تمكّن بعضهم من نيل رتبة أستاذ متميّز في غفلة من وزارة التعليم العالي ، وهي مدعوة  إلى  إلغاء التسميات في شأنهم ، وقد سبق للوزارة الغاء تسميات في تلك الرتبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار ، وبإمكانها ــ اليوم ــ  الغاء التسميات في شأن  العالقة بهم قضايا  تسبّبت في الحاق الضرر بالمترشحين، أو بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي .

والحال هكذا هل يمكن للوزارة  مكافأة الأستاذ مكتشف وصفة العسل الشافية من وباء كورونا ، وإعلانه منقذا للبشرية .؟؟ إنه كسب علمي جلل  تفخر به الجامعة التونسية ، وخاصّة أن ّ صاحب الوصفة العجيبة قد كسب مهارات في فنون شفاء الأمراض المستعصية  حين تتلمذه على يد شيخة أمّيّة يُطلق عليها  اسم :  عرّافة / شوّافة / قارئة الفنجان / دقّازة .. . ضرّابة الخفيف … ضرب الرمل والفحم … وكان ذلك  بجهة الفحص حين كان استاذا بالتعليم الثانوي  خلال سنوات الثمانينات ، وهو نفسه الذي يرفض تنفيذ الاحكام ، وهو نفسه الذي يدبّج التقارير الكيدية في شأن الاعلاميين ، و في شأن الباحثين في رسائل الدكتوراه ، وهو الغير المختص في أيّ علم ، ولكنه يكتب التقارير السلبية في كل الفنون  ومنها الفنون الجميلة أو القبيحة ،  وهو نفسه الذي أوهم زميله  بإمكانية التناسل ، وكسب منه أموالا طائلة ، طالبه بردّها ، هكذا المشعوذون يصولون في أرجاء الجامعة منارة العلم   .

فة طبية بمناسبة  انتخابات عميد الكلية

اترك تعليقاً