المرأة التونسية ضحية المشهد السياسي … ؟

ارتفع منسوب العنف اللفظي و المادي ضد المرأة خلال الحجر الصحي بشكل مخيف، و “تضاعف خمس  مرات”،  حسب قول (أسماء السحيري :  الناطقة الرسمية في حكومة الفخفاخ ، وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن ) ليبلغ خلال شهري مارس و أفريل 2020″أكثر من أربعة  آلاف حالة”  حسب قول (لبنى الجريبي : وزيرة العدل سابقا في حكومة الفخفاخ المسحوب منها الثقة في البرلمان ).  

و الملاحظ أن هذا  العنف أصبح يتخذ أشكالا علنية مختلفة، طالت خاصة المشهد السياسي المتردي بطبيعته.  

فبعد الشتم العنصري الذي تعرضت له النائبة الكسيكسي و الذي نددت به حينها الطبقة السياسية و الحقوقية  بكل أطيافها، تطال الشتائم و الاعتداءات في عديد المرات النائبة عبير موسي لكنها  تمر في صمت جنائزي، متواطئ أحيانا من الطبقة السياسية و الحقوقية.  

فقد سبق لموسي و أن  صرحت بأن النائب عياض اللومي قد نعتها بأنها “مومس في ماخور عبد الله قش”  و لم تتعاطف معها حينها الا القلة القليلة من السياسيين (ريم محجوب مثلا نددت بشدة). نفس النائب كانت له منذ أيام قليلة، حادثة مع النائبة ريم اللغماني (“كيف كنت بالحجاب احلى”) و قد هددته النائبة برفع قضية عدلية ضده في اختراق معطياتها الشخصي. 

دون أن ننسى تهجم العفاس على النائبة  نسرين العماري و كلامه الذي يقطر تخلفا و حقدا و سذاجة ( راك مرا برّا شد دارك..الخ) … و ما دوّنه أول أمس الناشط المحسوب على التيار الديموقراطي في حق عبير موسي، و تحويل خصوصيات طبيعية تتعلق بجسد المرأة إلى عبارات بذيئة متخلفة لا تنم الا عن عقدة مرضية و جهل مدقع و قلة ذوق لا مثيل لها. هذا إضافة الى محاكمة الرأي و الفكر التي ماكان لها أن تقع أصلا، بقطع النظر عن الحكم في حد ذاته الذي ينتظر المدونة آمنة الشرقي، وقد تعرضت مربية  الى هرسلة بسبب الماكياج الفاضح ..الخ…  كلها بدرجات متفاوتة و ألوان مختلفة،  مصادرة لحق المرأة في الوجود و الاختلاف و التميز. 

فترة دقيقة تعيشها المرأة التونسية مثلما هو الحال لمختلف فئات الشعب .. امتحانات صمود يومية تتعرى فيها الوجوه القبيحة يسارية تقدمية … ؟ أو يمينية رجعية … ؟  رداءة المشهد السياسي التونسي المعاصر… تولّد عنه  صراع  الحرية الدؤوب ضد قوى القهر والظلام .

بقلم : محسن بن عمر ، صحفي تونسي

اترك تعليقاً