أقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على “إشهار” عملية تطبيع علاقاتهما مع الكيان الصهيوني. لم يكن ذلك مفاجئا. فالمقدمات للتطبيع كانت خيوطها سرية منذ سنوات منها : الزيارات المتبادلة، والأنشطة الاقتصادية المشتركة، وكذلك الأمنية.
و كي لا يُفاجأ من يهوى المفاجآت من هكذا أعمال ممسوخة، قد أعلن ترامب، ومن قبله نتنياهو أن حكومات عربية عديدة هي في طريقها إلى التطبيع شأنها شأن دولة الامارات ومملكة البحرين، وبعدها سيقع عزل الفلسطينيين عربيا ليقبلوا بالأمر الواقع.
أما الذين تهمّهم مصلحة المنطقة بالشرق الأوسط، ومستقبل شعوبها، والحفاظ على كرسي الحكم الأميري أو الملكي حتى لا تعصف به إيران، فطموحهم هو التطبيع مع الكيان الصهيوني طلبا للحماية.
الإمارات تأخرت الى هذا الحد في الإعلان عن التطبيع مع إسرائيل. فلا أدري حتى الآن، كيف أن هذه الدولة “الرائدة” في كل شيء… في غزو الفضاء، وفي السعادة، وفي أطول برج، وأول وزير للتسامح، وأغلى بعير، وأجمل فرس… قد سمحت لنفسها بأن لا تكون الأولى في إقامة العلاقة مع إسرائيل. هذه نقطة تحسب عليها. وربما سنجدها تعوّض عن ذلك “التقصير” في مدى عمق العلاقة وفي النشاط المكثف الذي يصاحب هذه العلاقة في القريب العاجل. دولة الامارات وكذلك مملكة البحرين .. نشأتا “صدفة” في الوقت الذي بدأ فيه العمل على إنشاء إسرائيل .. هما توأم اسرائيل وشقيقتيها بالطبيعة .. بالميلاد.. وبقدرة قادر .
وفي نظرنا ــ نحن أصحاب رأي ــ تطبّع بعض الأنظمة العربية مثلما تشاء، أو مثلما يُطلب منها. لكنّ التطبيع محظور على الجماهير العربية … فإحساسها مناهض للتطبيع بالغريزة … وعلى المثقفين العرب الحريصين على الأمة وتاريخها، استنباط أساليب مناسبة لمقاومة التطبيع المجاني الممسوخ مع العدو الصهيوني.
بقلم : محسن بن عمر، صحفي تونسي