في القديم عرفت البشرية أوبئة مختلفة ، هلكت أقواما كثيرة في بقاع العالم . غير أن استشراء وباء كوفيد 19 سنة 2019 وما تلاها ، خلّف فزعا عالميا في وقت سريع بسبب سرعة انتقال عدوى الوباء بين البشر . عجز الطبّ الحديث عن الحدّ من انتشاره ، ولم تقدر المخابر المختلفة عن اكتشاف العقّار المناسب ، رغم دعاوى البعض أنّه عثر على البلسم المفيد ، تضاربت الآراء حول حقيقة هذا الوباء ، فذهبت آراء إلى أنه قضاء إلاهي
، وذهبت آراء أخرى إلى أنّه صناعة بشرية ، هدفها التّخفيض من عدد سكّان المعمورة لأسباب اقتصادية تجارية ، ورغم اختلاف الاستنتاجات يبقى الهلاك منتشرا ، ولا ينجو من مخالبه أحد مهما كان موقعه ، وتحصّن بالوسائل الممكنة . أثّر هذا الوباء المستجدّ سلبا في النظام العالمي الاقتصادي ، أفلست مؤسّسات كثيرة ، فَفَقَدَ الأجراء والموظّفون مصادر رزقهم ، وسوف تتهاوى نُظم سياسية ، وتعصف بها احتجاجات الجائعين ، وقد تحلّ محلّها نظم سياسية حديثة ، تؤسّس لعالم جديد ، وبذلك يكون هذا الوباء قد ساهم في رسم خريطة سياسية عالمية مستقبلية دون نشوب حروب تقليدية بين الأمم ، ومع ذلك يبقى الأمل قائما في العثور على العقّار ، ما دام جهد العلماء قائما من أجل غد انساني أفضل .
بقلم فوزية سعيد، جامعيّة فلسطينيّة ، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ، تونس .