يرأس رامي الصالحي فرع الشّبكة الأروبية المتوسطية للحقوق ، هي جمعية أو منظمة تستجلب الأموال الأجنبية المخصصة للمنح ، والهبات الأوروبية والأمريكية ، وحتى الخليجية ، وبحجّة واهية : أن الدولة التونسية ــ في الظّرف الحالي ــ مفلسة، ومثقلة بالدين الخارجي ، فان الجهات المانحة لم تعد تثق في أجهزة الدولة. وكانت من قبل تلك الجهات تضخّ المنح والتحويلات المالية عبر القنوات التابعة للدولة كالبنك المركزي ، ووزارة المالية .أمّا اليوم ، فَقَدَتْ تلك الجهات المانحة الثّقة في شفافية ونزاهة أجهزة الدولة ، لذلك قد اختارت شبكة أورو ماد للحقوق قناة من خلالها يتمّ توزيع المنح والهبات ، و يعني ذلك أن رامي الصالحي رئيس فرع الشبكة بتونس ورفقائه ،يتَمتعون بثقة الجهات الأجنبية المانحة …؟ تلك الأموال تتسلّل تحت عنوان دعم التجربة الديمقراطية ، والانتقال الديمقراطي ، ومكافحة الفساد ، ودعم منظمات وجمعيات المجتمع المدني بتونس . يروّج بعضهم أن الدعم المالي الأجنبي يمكّن تلك المنظمات من نيل حرية استقلالها عن جسم الدولة التونسية ، لكنه استقلال مشوب بعيوب التبعية الحتمية للجهات الأجنبية المانحة في المستوى السياسي والمالي .
رامي الصالحي ــ قبل ترؤسّه الفرع ــ قد شغل خطّة موظف في بنك للقروض الصغرى ، وقد كان كريما وسخيّا حين أفرط في تسديد مصاريف حفل توديع شوقي الطبيب المنتظم بنزل الشيراطون ، قال بعضهم كرم حاتمي لم يسبق له مثيل …؟ من أين الأموال ومن أيّ جيب تدفّقت ؟ وما الهدف من حفل التوديع ؟ تغيّب عدد كبير من المدعوين : أقطاب السياسة ، ورجال الأعمال ، والقضاة والنقابيون … الغياب مقصود ، شوقي الطبيب انتهت صلوحيته ، فانتفت المنفعة منه ، حين هوى بسبب شبهات فساد ، و تنحّى من رئاسة هيئة مكافحة الفساد ، ومربّعات السلطة ، تساءل كثيرون حول مصادر الأموال التي تنتفخ بها حسابات الجمعية التي يرأسها رامي الصالحي … ؟ لماذا تتبرّع الجهات الأجنبية بأموال طائلة للجمعيات بتونس .. .؟ هل لفعل الخير مجانا … ؟ بات الهدف واضحا وهو الاختراق الاجنبي للدولة التونسية ، وتفكيك كيانها بواسطة جمعيات ومنظمات تزعم الحقوق ، ولكنها لا تؤمن بحفظ سلامة الوطن ... ورغم تخوّفات الرأي العام في تونس من زحف المال السياسي الأجنبي العلني أو السّري للجمعيات والمنظمات المشبوهة ، فإنّ الأمل يبقى قائما بأن يراقب البنك المركزي التونسي ، وغيره من أجهزة الدولة المعنية بالكشف عن مصادر تلك الأموال وطرق صرفها .
محسن بن عمر – صحفي – تونسي