مـــا جـــاء فـــــي وصــــف القلــــم وتـعظيــــم شــــــأن الــكـتـــابـــــة

د. مهند غازي الزامل كاتب أردني
  القلم لسان البصر يُناجيه بنا استتر عن الأسماع، إذا نسج حلله، وأودعه حُكمه…
والقلم بريد القلب؛ كما ابن المقفع… وهو صائغُ الكلام، ويُفرغُ ما يجمعه العِلم…
والقلم هو الدواةُ مَنْهلٌ، والقلمُ ماتحٌ، والكِتابُ عطنٌ…والقلمُ أنفُ الضمير إذا رَعَفَ أعلنَ أسراره… والأقلام مَطايا الفِطَن… والقلم طبيب المنطق… وهو راقِدٌ في الأفئدة، مستيقظٌ في الأفواه.
وكما قيل : عقولُ الرجال تحتَ أقلامها… فهيَ مطايا الأذهان.. والأقلام شجرةٌ ثمرتُها الألفاظ، والفِكرُ بحرٌ لؤلؤه الحكمة…

  وقد جاء في وصف القلم من الشعر؛  قولِ أبي تمام في مدحه لمحمد بن عبدالملك الزيات :
لكَ القلمُ الأعلى الذي بشباته
تُصابُ من الأمرِ الكُلى والمفاصلُ
له الخلواتُ اللاءِ لولا نَجِيُّها
لما احتفلت للمَلْكِ تلك المحافلُ
لُعابُ الأفاعي القاتلاتِ لُعابه
وأرْيُ الجنى اشتارتُه أيدٍ عواسلُ
فالمعاني مطروحة، والألفاظ مطروقة، وإنّما العِبرة بالتراكيب، والتراكيب ابنة مَنْ يصوغها؛ فيزيدها جَمالاً عِلْمُ الكاتب، ووفرة اطّلاعه، وأدبُ نفسه، واستكماله أدواتِ الكتابة…ولا تجودُ الكتابة إلا بما تحمِلُ مِنَ الألفاظ؛ وملاك ذلك كُلّه؛ الطَّبْع.

اترك تعليقاً