رسائل

بقلم :  باسم أبو عروق  ،  كاتب فلسطيني شاب

1 ــ إلى السيدة أيلول  …!!!

يا عذابي الجميل ، أقسم بأنك أجمل الجراح  ، وأعذب الحياة . كيف لا أكتب إليك يا حبيبتي كيف ؟ لا أعرف حتى كيف أتحايل عليك ؟ قلبي المسكين لا يستطيع هزيمتك يا أيلول . أتعرفين أين الجنون؟ ابتسامتي إليك أيتها القاتلة أكبر جنون ، . ابتسم إليك مشتعلاً بالشوق ، ابتسم وسط الحريق يا مجرمة ، كيف أشتعل فيك، وأرغب بتقبيل جبينك ؟ كيف احتضنك يا مؤلمة ؟

عذابي الجميل ،عقلي المسكين لا يستطيع تدبير أموره ،لا يعرف كيف يفهم القصة ، هل تدعينه وشأنه ؟ عذابي الجميل ، كم أنت فتاة بريئة ، كيف أصدق بأنك سبب كل هذا العذاب ؟ أقف واضعاً إصبعي بين أسناني، متعجباً أمام جمالك الخلاب أيتها القاسية . .

أحسنت يا أيلول، أكاد أطير من هذه السعادة ، لا أعرف كيف أموت ،وأعود من بين كفيك أروع ولادة ،. أحسنت يا روحي ، أنا منبهر ، مصدوم ، أدور تحت السماء من روعة السعادة  ،سعدت سعادة لا يسعدها انسان . أحسنت يا جميلتي ،كدتُ أفقد عقلي ، أو فقدت عقلي . خرجت مصفّفاً شعري إليك ،وجعلت شعراتي مرتفعة إلى الأعلى كعلامة نصر، فهل هذا نوع من أنواع السحر ؟

عذابي الجميل ،أحبك ، أعشقك ، أموت في كل تفاصيلك ،عذّبيني ، احرقيني . فقد سلمتك أمري  ، المخلص : باسم .

2 ــ عزيزتي أيلول ….

أشتاقك بشدة أكثر من بحر الشوق الذي مضى . صوتك الجميل و ملامحك ، ذكرياتك تطوف داخل روحي ،فأطوف حولها طواف القمر حول الكوكب ،أريد العراء أمام الكلمات لتطير من قلبي إليك مثل طيور، تغرّد كلمات الشوق . أشتاق إليك يا أيلول ، فلتغرّدها الطيور كيف تشاء .

ماذا لو كنت الآن بجوارك ؟ استنشق ضحكاتك ، أضحكها من داخل قلبي ،  أليس هذا الظلم بحد ذاته ؟

ماذا لو شاهدت غروب الشمس على وجهك ،كالذهب المنعكس على اللؤلؤ ،أليس هذا الظلم ؟ فماذا تفعلين الآن ؟ كيف تعيشين هذه اللحظات ، بينما أنت حاضرة داخل الكلمات ؟ أفكر كيف تبدو روحك حينما أكتب إليها ؟ كيف تشعر روحك ،وأنا أخط إليك عذوبة حبك ؟ بماذا تشعرين الآن ؟ هل تشعرين بهذه الأوراق الطائرة من قلبي ؟ قلبي يدقّ إليك ،وعينيك تحوم حول الكلمات ، أما أنا ما بين حضورك ، وغيابك أعيش في حرف الواو، مثل وردة ربيعية ترقص مع التناقض .

عزيزتي اليوم حلمت بك . أول مرة أشعر بأن الحلم حقيقة ،استيقظت من النوم ، وعدت إليه مرة أخرى ،لأمسك أخر ما تبقّى منك . كنت يا أيلول تمسكين يدي ولا أعلم إلى أين تأخذيني …! نضحك ضحكاً هستيرياً ، ونركض ركض المجانين . شددت يديك بقوة ، ثم نظرت إلى وجهك ، تأملت عينيك ، وصمت قليلا ، ثم قلت أحبك . انبثقت الكلمة لونا أحمر، انتشر بوجهك ، ولمع بعينيك لمعة فرح ودهشة ، ثم قلتِ فجأة “هيّا علينا …بالإسراع” و انطلاقنا . كانت يدي تلمس يديك ،وتهتزّ معك . استيقظت ،أمسك بيديك كما لو كانت حقا تمسك يدي ، أقبض يدي، وأشعر بيديك ،ظللت طوال النهار أشمّ رائحتها على كفّي . فعلا وليس وصفا ،شعرت بيديك حقا تمسك يدي، وظلّت طوال النهار أحسّها، وألمسها ،وأقبّلها ،وأشمّ رائحتها على كفّي .

أحب كل الأماكن التي تذهبين إليها ، أحب كل الأشياء التي تستخدمينها ، أحب الجدران التي تراها عيونك ، أحب الطرقات التي تخطوها أقدامك، أحب كل الأشياء التي تحيط بك ، أحب فرشاة أسنانك ، مشط شعرك ،مرآتك ،ملابسك ، أقلامك،كتبك دفاترك،حقيبتك ، سجادتك ، كمامتك . أتأمل كل الأشياء التي شعرت بأنها مرت عليك يوما ما ، إنها تنبض يا أيلول وتحدثني عنك أيضا . أفكر كيف كنت تنظرين إليها ؟ ماذا طبعت بقلبك ؟ كيف كنت تشعرين وأنت تمشين من هنا ؟ كيف كانت عيونك تتأمل الأماكن ؟ أعيش يا عزيزتي بمنظارك ،ألاحقك دوما إلى كل الأماكن . أقلدك ، وأعيش الحياة كما تعيشينها .

3 ــ عزيزتي أيلول …

كلما اشتقت إليك ذهبت أفكر ، كيف تعيشين يومك ؟ أقلدك أحاول ذلك , أحاول عيش الحياة كما تعيشينها . أحاول على الأقل لمس روحك . أحب الروح التي تسكن جسدك ، لذلك ألاحق روحك  ،وأشعر شعورها الأنيق . أحبك … أطيب التحيات . المخلص : باسم

4 ــ عزيزتي أيلول  ….

قلبي المسكين لا يستطيع مقاومة كل هذا الحب  ، أه لو تعرفين كيف يركض بالعروق كالمخدر ، لا وصف ، أصفه ، ولا كلمات تواكب ركضه داخل الروح . أضيع يا جميلتي فيك ، ولا أعرف كيف تجمعنا الدروب ؟ اخبريني ما الذي تفعلينه ؟ أنني مصاب بالجنون .

مؤلمة أيتها اللذيذة أستنشقك حتى الهذيان ، غُرمت بك إلى درجة الإدمان ،  فقدت العالم يا سيدتي كما لو كنت تائهاً في عالم النسيان،  أتبع أنفاسك مثل المدمن ، وأطير كالسكران . أكتب إليك ، وأرتجف فلا أرغب الكلمات التي لا تعترف بأن حبك  ، يا سيدتي عالم مختلف . لا تدركه اللغة . كيف أكتب إليك بالعيون ؟ سكرات الروح التائهة فيكِ…انصحيني نصيحة واحدة ، أحسم فيها أمرا مختلفا ، أفقد حروفي يا أيلول أمام حبك ، وأقفل الكلمات أمام شعوري المنحرف .

أصاب بالذهول أمام لطفك ، وعذوبة انبعاثاتك ، أعيش دون أي وقت ، أو مكان كما لو كنت أخر إنسان . حقا لا يُصدق هذا ! مذهلاً جدا مواكبة لحظة تدور الأزمان ، مدهشة عيونك حتى مُزقت كلماتي ، كيف أصف بأن عيونك أروع إيقاعاتي ؟ إنها أعذب من الخمر بالرمان ، إنها مثل النشوة تجول صدري عذوبة الهذيان . لا … لا أكمش يداي على وجهي من قسوة الكلمة ، وحلاوة الشعور الذي يرهق قلمي . انصحيني كيف أكتب سعادة تدور داخل قلبي ؟ كيف أغمسها بالكلمات مثل غمس العسل بالروح ؟ كيف نغمس ما لا تغمسه الكلمات مثل نور وجهك الخاشع ، كقطعة من جنة الرحمان . أنا عاجزاً أمام وجهك ، وأطلب الغفران . عزيزتي سأصمت القلم ، وأترك الروح إليك ، أتركها تردد أحبك إلى الأبد .

لكن ماذا سأفعل مع الحلوى ؟ متى سوف ألتهمها ؟ أقف أمامها حائراً أيضا ،  لا أعرف ماذا أفعل معها ؟ أحملها معي إلى كل مكان،  وأضعها أمامي ، ولا أستطيع أبدا تناولها , كلما مددت يدي إليها تذكرتك ، ولا أستطيع إقناع نفسي بأن الحلوى صُنعت حتى تؤكل …! يا للغرابة أصبحت إنسانا لا أستطيع فهمه .ماذا فعلتِ بهذا القلب المسكين حتى فقد صوابه ؟

لا عليك المهم أنا أحبك جدا ،وسعيد جدا أيضا ، لا أريد إلا أنتِ ، ولا أرى إلا أنتِ،  لا يهمّ أي شيء  مقامك هنا داخل قلبي . الحمد لله لأنك داخل قلبي .

صغيرتي …لا تتركي قلبي يوما واحد دونك !… يضيق العالم حتى يحطم صدري ، ولا أستطيع التنفس كأنه جثة لا تنبض ، ولا أحب الموت أبدا ، ليس خوفاً من الموت ، إنما الخوف من غيابك ، ’ إن الغربة التي أشعر بها دونك مؤلمة إلى درجة لا تطاق ، فلا تسمحي بذلك .

أطيب التحيات ، المخلص : باسم .

اترك تعليقاً