إلى أن يأتي الرّبيع …!!!

بقلم : أنور اليرماني ، شاعر تونسي  ــ  باحث في التّراث واللّغات الشّرقية

بقلم : أنور اليرماني ، شاعر تونسي  ــ  باحث في التّراث واللّغات الشّرقية

متى تدور …

عليهم الدوائر؟

متى  تثور …

عليهم القبائل ؟

***

 نعيش اليوم …

في قرية الكترونية صغيرة

 كلها أزرار …

مفتوحة على كل الواجهات

 مثل قميص نسائي …

  آخر صيحة في عالم الموضة يغزو الشّوارع

والمحلات …

***

هذه القرية عمدتها راعي بقر  ــ كوبوي ــ

يمتصّ الدّم …

مثلما يمتصّ البترول …

حتى يضخّ الحركة في شوارع

 تعيش حالة استنفار وفراغ وقلق قاتل

***

مهمّته توزيع المشاهد والأدوار

في مسرحية العولمة الدرامية

مهنته قاطع طريق …

مهوس بالسّلب والنهب

يغتصب أرضنا شبرا بعد شبر

من يافا إلى حيفا …

ومن بغداد إلى سامراء…

يقتلع أشجار اللوز والزيتون

 ويزرع بدلها مستوطنات

 تظهر كالفقاقيع …

 يزرع الجواسيس…

ويحاسب النوايا….

حتى يضعف جسد القبيلة

ويغتال روحها المنهوكة

ويمحوها من جلدة أبيها

إن استطاع إلى ذلك سبيلا

يغتال الأطفال …

عيون البراءة بلا ذنب

سوى أنّهم نواة الفصول القادمة

و إلى أن يأتي الرّبيع ….

نظلّ دائما

نطرح مجموعة من الأسئلة

 لماذا لم تعد القبائل تثور؟

على ناقة أو بعير

وهل وقعت حرب البسوس

في الأزمنة الغابرة؟

 أم هي مجرّد رواية لعمّك الراوية ؟

 ومن هو عنترة؟

 ومن هو الزّير؟

***

 إنّ القبيلة اليوم جائعة

 لا تبحث عن الغزو

 فوق صهوة الخيل

بل فوق السرير …!!!

اترك تعليقاً