الضّباع الضّاحكة … وفرائس التّطبيع!!!

شيرين أبو عاقلة ... الشّهيدة القتيلة ... توحّد هَامَة القبيلة ...؟؟ التّطبيع!!!

الضّباع الضّاحكة ... وفرائس التّطبيع!!!

بقلم فوزية سعيد ، أكاديمية فلسطينية ، كلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية – تونس-

مضت سنة  2020 محمّلة بآثار مدمّرة بسب استشراء  وباء كوفيد 19 المستجد ــ قيل في شأنه ، وباء طبيعي ،  وقيل وباء صناعي مزروع ــ ، اجتاح  الوباء القاتل الحدود مخلّفا آلاف الموتى في أنحاء الكرة الأرضية ، في حين عجز  العلماء ــ إلى اليوم ــ عن الوصول إلى لقاح شاف ،الوباء الفتّاك  غيّر الخريطة السياسية العالمية بسب انهيار الاقتصاد .

جنت البلدان العربية كغيرها ثمار الوباء  ، كانت الوفايات متصاعدة ، معلنة وغير المعلنة ، وتنافس  طغاة  في هرم سلطة بعض تلك البلدان  في الاستبداد  ونشر الفساد ، خشية أن يباغتهم وباء كورونا ، ولم ينجزوا مهامهم العبثيّة بشعوبهم .

أزمة الوباء التي حوّلت العالم إلى قرية مستنفرة تقنّع سكّانها بكمّامات ، للحدّ من العدوى وتفشي الوباء ، و الكمّامات ــ في الأصل ــ  يلفّها الفلاحون حول فم الحيوانات كي  لا تُتْلف المزارع ، وكذلك تُلفُّ الكمّامات حول أفواه الحيوانات الضارية خشية أنيابها ، أمّا بني الانسان يلفّون حول أفواههم اللّثام درءا للرياح الرملية أو الهواء البارد ، في كلّ الحالات الكمّامة للحيوان ، واللثام للإنسان ،هو عازل يمنع خطرا قاتلا ،  قد يتسرّب في بدن الانسان فيكون الهلاك .

يذهب المؤرخون أن الكيان الصهيوني  ،وباء غربي صناعي مزروع قي قلب البلدان العربية ، ليكون حائلا دون وحدتهم الجغرافية أو السياسية أو الاقتصادية ،  نشأ هذا الوباء بعنوان دولة اسرائيل سنة 1948   وفي المقابل محو دولة فلسطين  ، وهي محاولة فاشلة  لطمس التاريخ الفلسطيني ، وتمثّل رؤية غربية  عوراء متأثّرة بالمدرسة التوراتية ، الهادفة  إلى إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين ترسيخا لأكذوبة أرض بلا شعب  ، لشعب بلا أرض ، وهي أكذوبة تنسف عديد الحضارات المتعاقبة على أرض فلسطين  ، و أمّا وجود اليهود بالمكان ، هو خيط رفيع يدخل ضمن  نسيج التاريخ الفلسطيني  الغني بتراثه ، غير  ان الخطاب التوراتي  المراوغ والمخاتل ، ظلّ يشبع الخطاب الغربي بمقولاته  الاسطورية الخيالية الكاذبة ،   بهدف إقناع الغرب كي ينساق إلى تجريد الفلسطينيين من أصالتهم التاريخية الجغرافية ، وتهجيرهم إلى أرض الشّتات .

 تأسّس الوباء على  أرض فلسطين التاريخية مشيدا دولة دينية عسكرية عنصرية عقيدتها إبادة الفلسطينيين وغيرهم  من عرب  الجوار ، ولم يسلم من الوباء عرب شمال افريقيا  .

 الكيان الصهيوني  وباء حقود ،خطير،  تجنّد له أحرار العالم ، وشرفاء قياديون عرب ، وأساسا الأغلبية الصّامتة في البلدان العربية ، والتي كانت  وما تزال حزام أمان قوّي يردع أطماع الصهيونية التوسّعية ، ويُلجم كلّ حاكم عربي يطبّع العلاقات مع الكيان  الدّيني العسكري العنصري ، ورغم ذلك أبرم الرئيس المؤمن المصري محمد أنور السادات (1918 ــ1981) ــ حكم مصر 1970 ــ 1981 ــ  معاهدة السلام مع الكيان الغاصب بواشنطن  في 26 مارس سنة 1979  في أعقاب اتفاقية كامب ديفد لعام 1978 ، وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيجن (1913 ــ 1992) سنة 1978 ، وجزاء ذلك  لقي محمد انور السادات مصرعه مغتالا  رميا بالرصاص  ــ على يد   الملازم أول أحمد الاسلامبولي (1955 ــ 1982) ــ   حين كان السادات على منصة  العرض العسكري  بمدينة نصر بالقاهرة في 6 اكتوبر سنة 1981 ، اثناء الاحتفال بمناسبة ذكرى انتصارات  حرب اكتوبر 1973 ، أعْدِم الملازم لاحقا رميا بالرصاص سنة 1982.

ثم أبرمت المملكة الأردنية الهاشمية اتفاقية وادي عربية ، ويُشار اليها باسم معاهدة وادي عربة ، هي معاهدة سلام وُقِّعت بين الأردن والكيان الصهيوني على الحدود الفاصلة بين الدولتين ، والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر سنة 1994  ، ثم أبرمت  دولة الامارات العربية المتحدة اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني في 13 اوت سنة 2020 ، ويطلق عليه اسم اتفاق ابراهيم ، وعلى نفس الخطو أبرمت مملكة البحرين اتفاق تطبيع مع العدو الصهيوني   في 11 سبتمبر سنة 2020 ، وأبرمت جمهورية السودان اتفاق سلام مع  الكيان العنصري  في  23 اكتوبر سنة  2020، مقابل شطب اسمها من قائمة الدول الراعية والمصدرة للإرهاب ، وإعفائها من بعض الديون ، وتمت اتفاقيات التطبيع والسلام كلّها بواشنطن تحت  رعاية أمريكية وبشهادة رؤسائها  .

الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ليستا من دول الجوار التي تهدّد وجود  الكيان العنصري  ، ولم يسجّل لهما التاريخ أنهما خاضا حروبا ضد هذا العدو ،  و الديمغرافيا في دولة الامارات تشير إلى أنّ  سبعين بالمائة من سكانها  لا يتّمتّعون بصفة المواطنة ، أمّا الوافدون  للعمل فيها من الدول العربية والإسلامية لا  ضمانة لحقوقهم ، ويمكن ــ في أيّ لحظة ــ  تسفيرهم  خارج دولة الامارات دون تبرير  ، ــ و هكذا  اجراء لا تطبّقه دولة الامارات على الوافدين عليها من الدول الغربية ، وكذلك على الوافدين الجدد من الكيان الصهيوني  ــ على أرض الامارات المتحدة  ــ البارعين في فنّ إدارة البغاء والاتّجار بالبشر ، وخفّة اليد في سرقة مناشف ، ولوازم النّظافة من بيوت الأدب ــ المراحيض ــ من فنادق دولة الامارات المتحدة   أمّا مملكة البحرين فهي مهدّدة بالسّقوط بسبب نشاط شيعية المملكة  المدعوم من ايران ، إضافة إلى ضعف اقتصادها ، الدولتان لاذتا بالعدو الصهيوني تطبيعا طمعا في حماية عسكرية يوفّرها لهما  العدو الصهيوني كي لا تعصف ايران  بالعرشيْن في الدولتين الكَرطُونيتيْن.

 تفتخر السلطة المغربية  بفضلها على أمريكا ، فقد  اعترفت باستقلالها سنة 1727  ولذلك أعزّتها أمريكا  ، ورفّعتها إلى مرتبة صديق فوق العادة ، واعترافا بالصداقة أقدمت المملكة المغربية على ابرام معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني في 10  ديسمبر سنة   2020، مقابل وعد أمريكي  للملكة المغربية ببسط سيادتها على  الصحراء الغربية ، محلّ النّزاع بينها وبين الجمهورية الجزائرية ،  احتجّ أحرار الشارع بالمملكة المغربية  على المعاهدة مستلهمين التاريخ القريب : لقد خاض أجدادهم الملوك الأمازيغ ، والمرابطون،  والموحّدون عدّة حروب  ــ رغم تفاوت القوى العسكرية  ــ من أجل نجدة العرب المسلمين  في الأندلس  ، ولم تكن النجدة   مندرجة ضمن باب النّصرة في الدين  ،  وإنما هي نجدة تتنزّل ضمن الدفاع عن مجالهم الحيوي،  قدّم الأجداد  تضحيات جسام بهدف  ديمومة الحكم العربي الاسلامي في الجزيرة الايبيرية ،  ورغم ذلك  انهار الحكم العربي الاسلامي في الأندلس ،  ونشطت محاكم التفتيش المسيحية تفتّش الضّمائر ، وأهلكت جموع المسلمين وجموعا من اليهود ، هُجّر الأندلسيون مسلمون  ،ويهود وغيرهم  من الديانات ، واستقروا في الشتات : المغرب الأقصى ، الجزائر ، تونس ، استولت اسبانيا  على المدينتين المغربيتين  سبتة ومليلة وكذلك على الجزر الجعفرية ، تلك هي مقدمة لاحتلال المغرب  الأقصى من قبل اسبانيا وفرنسا .

 التطبيع تكلفة ثقيلة  عارضها  أحرار الشّارع بالمملكة المغربية ، وهو دليل على المواقف الثابتة للقوى و الاحزاب السياسية :   يسارية ، وقومية ، و اسلامية ،  الجميع ندّدوا بالتّطبيع ، واستلهموا تاريخ أجدادهم  المغاربة  المجاهدين ،وهم في صفوف جنود صلاح الدين الأيوبي (1138م ــ 1193م)يساهمون في معركة حطّين لتحرير القدس من الغزاة الصليبيين سنة 1187 م، بعد النّصر  عاد الجنود المقاتلون  الى أوطانهم  في أرجاء العالم العربي الاسلامي ،  لكن  صلاح الدين الأيوبي كافأ الجنود المغاربة ، وأصرّ عليهم بالبقاء و  الاستقرار  في مدينة القدس ،  وأمر  بإشادة حي المغاربة في المدينة  ــ وهو قائم إلى اليوم  رغم المحاولات الصهيونية لتغييب معالمه العمرانية ــ قائلا : «اسكنْتُ هناك من يثْبُتون في البرّ ويبْطِشون في البحر،   وخيرُ من يُؤتَمنون على المسجد الأقصى ، وعلى هذه المدينة»  ، واستلهم الأحرار أيضا سيرة الجنود النظاميين المغاربة ، وهم يقاتلون العدو الصهيوني   في صحراء  سيناء المصرية ،  وهم يبطشون بالسّلاح الأبيض ، أو بفنون المصارعة ، جند العدو الصهيوني في مرتفعات الجولان السورية  وكان ذلك خلال حرب اكتوبر 1973 ، وتخليدا لذكرى  الجنود الشهداء المغاربة   أشادت لهم سورية  على ترابها  مقبرة تليق بالمقام  ، تضمّ رفاة  أؤلئك الشهداء الخالدين،  ويضاف الى ذلك أنّ اعدادا هائلة من المغاربة ، قد تطوعت والتحقت مشيا على الأقدام بالثورة الفلسطينية بقيادة  الشهيد عز الدين القسام  سنة 1936 .

 ولم ينس أحرار المغرب  الشهيد  المناضل الاشتراكي  اليساري المغربي المهدي بن بركة (1920 ــ 1965) أكبر معارضي الملك الحسن الثاني  (1929 ــ 1999) ، وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الافريقية ، إذ  كان للمخابرات الصهيونية دور بارز بالاشتراك مع المخابرات الفرنسية ، وبالتعاون مع مخابرات الملك الحسن الثاني في تصفيتة  بإحدى الشّقق بباريس ، أو بإحدى  الغابات ، و تخلّص المجرمون من الجثّة   بتذويبها   بماء الكبريت الحارق ، والدّفع بالسّائل  في المواسير، و تمّت  الجريمة مقابل تهجير يهود المغرب إلى كيان  العدو الصهيوني بغية تكثيف النمو الديمغرافي .

 رفض أحرار الشارع بالمملكة المغربية قرار التطبيع الملكي  الارتجالي ، الهادف الى التعاون في مجلات الأمن والمخابرات  والتجسس على الأفراد ، والتيارات المعادية للصهيونية في البلدان العربية بشمال افريقيا ، وخاصّة أنّ الكيان الصّهيوني قد خصّص  دورات تدريبية  للحرّاس الشخصيين لقادة دول التطبيع العربية ، بهدف حمايتهم كي لا يلقوا  مصرعهم كمحمد أنور السادات سنة 1981 ، والتطبيع  يفسح المجال لنسج  علاقات مع ذوي النّفوذ في دول التطبيع العربية ، حينها يتمكّن الكيان الصهيوني من جمع المعلومات الأمنية لدى الدول العربية المطبّعة لخدمة أغراض الصهيونية  التّوسّعية ، والتّطبيع يشمل أيضا  الثقافة والإعلام والسياحة والتعليم والاقتصاد ، وفي مجمله هو سعي إلى خلخلة المجتمعات العربية الاسلامية واختراقها بزرع الفتن بين الأفراد ،   وقد سبق للكيان الصهيوني انشاءه شبكات تجسّس بالمغرب الأقصى خلال سنوات الخمسينيات والستينيات  من القرن العشرين المنصرم لمواجهة المد القومي الناصري بمصر الداعم لحركات التحرر العربية ،  و زعزعة دولة الجزائر الثورية الناشئة .

اعتبر المغاربة قرار التطبع فجّا وارتجاليا ــ وإن كانت له جذور سرّية قديمة ــ تمّ الكشف عنها سنة 2020 ، هو قرار تفتيت يحوّل   الصحراء الغربية  ــ مستقبلا ــ إلى أقاليم ترعاها امريكا والكيان  الصهيوني ، وهو خطر  حقيقي  مُنْذر   بـبـَلْــقــنة المغرب الأقصى  ــ نسبة إلى بلدان البلقان ــ وتفتيته إلى دويلات متناحرة ، يسهل   الهيمنة عليها  ونهب ثرواتها  الطبيعية ، ثمّ أنّ التطبيع  إجهاض لفكرة وحدة المغرب العربي ـ موريتانيا ، المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، ويضاف إلى ذلك أن تطبيع العلاقات المغربية ــ الصهيونية  معادية لتاريخ الجزائر الثوري ، وهي لا تقبل بوجود عدوّ صهيوني بجوارها ، له قواعد عسكرية بالصحراء الغربية  تستهدفها ،  وهذا وسّع الفجوة بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية ، وهو  اسفين دقّته امريكا بين الدولتين الشقيقتين  بهدف عزلهما  عن بعضهما  ، نتج عنه  انعدام الثقة ،  وحدة التوتر  بينهما ، ما يسهّل على أمريكا والعدو الصهيوني للانفراد بكل دولة على حدة .

الصحراء الغربية أرض بِكْر غنية بالثروات : نفط ، غاز ، فسفاط ، ذهب …  أطماع الاستعمار  فيها متعددة ، التطبيع وضعها تحت الوصاية الامريكية الصهيونية الدائمة ، والتي  نجحت في  فرض وصايتها على منابع النفط في المشرق العربي ، ولمّا ــ هناك ــ  تلقّت ضربات مقاومة موجعه عصفت بجنودها ، وبدأت ــ هناك أيضا ــ منابع الذّهب الأسود تنضب تدريجيا   عجّلت أمريكا بالمغادرة إلى المغرب الأقصى للفوز بغنيمة الصحراء الكبرى موروث الاستعمار الفرنسي ،  امرت امريكا حلفاءها الاعتراف بالصحراء للمملكة المغربية ، وهو اعتراف مشروط بالتطبيع العلني من جهة المملكة المغربية بالكيان الصهيوني ، وإقامة علاقات ديبلوماسية  ، وما يستتبع ذلك من  العلاقات العادية بين الدول في حالة السّلم ، ويبقى لأمريكا حرية سحب أو إلغاء قرار  الاعتراف  بمغربية الصحراء متى شاءت ،  ومقابل ذلك فإن  المملكة  المغربية  محكوم عليها  بالتطبيع ،   وأمّا محاولة النّكوص المغربي  عن التطبيع بسبب ضغط الشارع ،  سيؤدي الى سحب اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء،  وهذا  يحيل على اتفاقيات كامب ديفد السرية المبرمة بين دولة مصر والكيان الصهيوني ، إذ لا  يمكن لمصر قطع علاقاتها كلّيّا مع الكيان الصهيوني ، لأن  قطع العلاقات   يعني اعلان حرب من جانب مصر  على الكيان الصهيوني ، وهو أمر يجيز للكيان الصهيوني الاستيلاء مجددا على شبه جزيرة سيناء المنزوعة السلاح  طبقا للاتفاقيات ، وبذلك تبقى مصر رهينة عدم قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني كي   تحفظ سيادتها على سيناء ، وهو الأمر ذاته الذي يمنع المملكة المغربية من النكوص وقطع العلاقات  مع الكيان الصهيوني ، وإذا أقدمت المملكة على ذلك ، فإن  امريكا  تتراجع  عن اعترافها  بمغربية الصحراء  ومعها الدول التي سايرتها في نفس الاعتراف ، وحينها يعتبر الكيان الصهيوني أن المملكة المغربية أعلنت عليه الحرب من جانبها ، وهي البعيدة عنه مكانا  ، لكن أذرعه طويلة  بإمكانها زعزعة المملكة المغربية  وجيرانها .

 مرجعية   الكيان الصهيوني هي  التعاليم اليهودية التي تأمر اتباعها بنكث الوعود والاتفاقيات المبرمة مع الآخرين ، وهي تعاليم حريصة على  استعبادهم ، ولو جنح الآخرون الى السلم والصلح ، وجاء في النص التوراتي «حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصّلح فإن أجابتك الى الصلح وفتحت لك ، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتّسخير ويُستعْبد لك » (سفر التثنية الاصحاح 20 عدد 10 ــ 11) ولذلك يستند الكيان  الصهيوني على النصوص التوراتية والتلمودية ، ويعتقد  غلاة الصهيونية أن جميع خيرات الارض ظاهرها وباطنها هي حقّ لليهود وحدهم ، ولهم حرية التصرف فيها ، أما باقي الشعوب  الأخرى، فهي من جنس  العبيد والحيوانات ، هي بمثابة منحة للشعب اليهودي .

 وفق النصوص التوراتية والتلمودية لن يجني العرب المهرولون المطبّعون سوى  الموت الزّؤام ، أثناء تهشيم عظامهم  السّلطانية بين فكوك الضّباع  الضّاحكة ، وقد دُعيت بالضّاحكة بسبب عوائها الشّبيه بالقهْقهة عندما تتنادى لنَهْش جيفة ، قد خلّفتها السّباع ، أو عند إثارتها ، أو أثناء التّزاوج ،  هي ضباع ضاحكة رقطاء اللون ، قَمَّامة ، شرسة  ، تذكر كتب الحيوانات : عجائب ، وغرائب هذا المخلوق  في مستوى شكله وأفعاله ، و لا يمكن الاطمئنان إليه لدناءة نفسه  ، ولغريزته الوراثية المجبولة على  الغدر الفساد .

غلاة الصّهيونية ــ رغم آدميتهم  ــ  يُبطنون بدواخلهم  جنس الضّباع الضّاحكة ، وهي تعوي مقهقهة  لتجتمع  على فرائس تنهشها نهشا فظيعا : هي  جثث سلطات سياسية عربية جدباء كانت قد  صدّقت وعود السلام والتطبيع ، فإذا بها  فريسة  شأنها شأن الحمل بين أنياب الذئب ،   وتلك السّلطات المغدورة تعلم أنّ  الضّباع الضّاحكة الصهيونية وفيّة لنصوص التوراة والتلمود  الآمرة بنكث العهود واستعباد الشعوب .

اترك تعليقاً